طالبة بالجامعة الأمريكية تشارك فى رفع وعى الأطفال بالبيئة فى "إسطبل عنتر"

الأحد، 02 نوفمبر 2014 03:48 م
طالبة بالجامعة الأمريكية تشارك فى رفع وعى الأطفال بالبيئة فى "إسطبل عنتر" رفع وعى الأطفال بالبيئة
كتب هانى محمد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نشأ لدى منة صبرى، طالبة الدراسات العليا فى السنة الثانية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة بمركز التنمية المستدامة، والحاصلة على منحة مؤسسة الألفى للتنمية المستدامة، شغف بحماية البيئة خلال سنوات دراسة البكالوريوس بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، و تعمل صبرى، من خلال برنامج الماجستير، على زيادة التوعية بالقضايا البيئية، وخاصة فى المناطق الفقيرة، بالإضافة إلى تمكين المجتمعات المحلية.
و بدأ يظهر اهتمام صبرى بمجال البيئة أثناء دراستها بالجامعة عندما ذهبت مع زملائها فى زيارة إلى مركز لإعادة التدوير فى منشية ناصر، حينما كانت تدرس الاتصال التسويقى المتكامل فى تخصص فرعى فى إدارة الأعمال، وذلك للعمل فى حملة ترويجية. ألهمت هذه التجربة صبرى لكى تتعلم المزيد عن الحماية والاستدامة البيئية.

و تقول صبرى، "تعد دراسة الماجستير فى مجال التنمية المستدامة ذات فائدة كبيرة لأنها توضح المنظور المصرى حول أمور كنت قد قرأت عنها سابقاً، مثل تقارير منظمة الأمم المتحدة، كما تعكس المشروعات المجتمعية التطبيق العملى للنظريات التى تعلمناها لأننا نعلم الصعوبات الموجودة فى الحياة الواقعية".
واستناداً على خلفيتها الدراسية فى الإعلان والاتصالات، كانت صبرى تهتم بوجه خاص بتوضيح مفهوم الحياة الصديقة للبيئة، وخاصة للأطفال القاطنين بالمناطق العشوائية والفقيرة. توضح صبرى "إن برامج أنشطة ما بعد المدرسة، والتعليم غير الرسمي، والأمور التى لا تتصل بالمدرسة تثير اهتمامى لأننى أعتقد أن الأطفال لا يحبون المدرسة كثيراً بشكل عام. أعتقد أن برامج ما بعد المدرسة تعود بالفائدة على الآباء العاملين، حيث يتواجد من يرعى أولادهم أثناء وجودهم بالعمل. تتيح أيضاً هذه البرامج الفرصة لاشتراك الأطفال فى العديد من الأنشطة، وللفهم والتفكير بصورة إبداعية فى المشكلات البيئية."

و انضمت صبرى إلى منظمة غير حكومية تستهدف مساعدة الأطفال القاطنين فى منطقة إسطبل عنتر، والتى تعد إحدى أكثر المناطق فقرا بالقاهرة، وذلك كجزء من دراستها العملية الخاصة ببرنامج ماجستير التنمية المستدامة بالجامعة.
و تقول صبرى "رأت المنظمة غير الحكومية أن سبب انسحاب الأطفال من الدراسة فى منطقة إسطبل عنتر يرجع إلى افتقار آبائهم للمال الكافي، وبالتالى يدفعون ابنائهم للعمل. تقول صبري، "قررت المنظمة إنشاء مدرسة وورشة عمل مدمجان معاً، حيث يتعلم الأطفال كيفية صناعة السجاد ومهارات أخرى فى فترة الصباح، ثم يدرسون منهج المدرسة فى فترة بعد الظهر. وفى نهاية الشهر، يُباع هذا السجاد، ويحصل الأطفال على المال مقابل ذلك. وبالتالي، فإن هذه المنظمة غير الحكومية تساعد الأطفال فى الحصول على المال والتعليم فى أن واحد. وقد تعاوننا، كمجموعة من مركز التنمية المستدامة، مع المنظمة غير الحكومية لتعليم الأطفال حول أهمية المياه، ومصادر الكهرباء، وندرة هذه الموارد."

وجدت صبرى وزملائها من المركز أن أفراد هذا المجتمع لديهم مفاهيم خاطئة حول توافر مثل هذه الموارد، بالرغم من أنه لم يتم توصيل المياه إليهم بصورة ثابتة إلا منذ عام واحد، تقول صبرى "اعتاد سكان المنطقة النزول من الهضبة للحصول على المياه، ثم الصعود مرة أخرى. فهم يعلمون أن المياه ليست الشيء الذى يمكن الحصول عليه بصورة ثابتة، ولكن فى مصر، ليس لدينا فكر وثقافة الحفاظ على المياه لأن المياه والكهرباء هنا تكاد تكون مجانية، فما يثير الاهتمام هو أن هؤلاء الأفراد، بالرغم من أنه ليس لديهم ما يكفى من ماء، إلا أنهم يعتقدون أن المياه لن تنتهى أبداً لأن نهر النيل ليس له حدود، وهم يعتقدون الأمر نفسه بالنسبة إلى الكهرباء".

وقام طلاب مركز التنمية المستدامة بتعليم الأطفال ليس عن ندرة المياه والكهرباء فحسب، وإنما أيضاً عن المفاهيم الأكثر تعقيداً مثل الموارد المتجددة وغير المتجددة، والحفاظ على الموارد، والاستدامة. توضح صبري، "أخذنا هؤلاء الأطفال فى زيارة إلى مزارع سيكم خارج القاهرة. لدى مزرعة سيكم مدرسة للتنمية المستدامة حيث يعلمون الأطفال ما هى الطاقة والمياه المستدامة، وكيفية استخدام المياه والكهرباء بحكمة، وقد اشتركوا مع الأطفال فى بعض الأنشطة، حيث قاموا بتعليمهم كيفية صناعة طاحونة هواء على سبيل المثال، وكان الأمر ممتعاً للغاية".

وفى نهاية برنامج إسطبل عنتر، تم تقييم الأطفال لتحديد ما تعلموه. فوجدت صبرى أن الأطفال الذين شاركوا فى هذا البرنامج قد نقلوا ما تعلموه من معلومات إلى أسرهم.

تقول صبرى، "علمنا أن هؤلاء الأطفال أصبحوا يطلبون من آبائهم إغلاق أجهزة التليفزيون فى حالة عدم مشاهدتها، وأن يستغرقوا وقت أقل فى الاستحمام، وما إلى ذلك" .








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة