تداعيات أن تقرأ رواية لجورج أورويل

الأحد، 09 نوفمبر 2014 02:29 م
تداعيات أن تقرأ رواية لجورج أورويل غلاف رواية 1984
كتب أحمد إبراهيم الشريف - سارة عبد المحسن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"كتاب يتحدث عن الأنظمة العسكرية الفاسدة التى تحكم البلاد بديكتاتورية" كما جاء فى نص المحضر ،هكذا تم وصف الكتاب الذى تم ضبطه مع أحد الطلاب فى محيط جامعة القاهرة على يد مباحث أمن الجيزة، والطالب معه فلاشات وكشكول مدون به عبارات تتحدث عن الخلافة الإسلامية وكيفية تطبيقها، لكن اللافت للنظر هو الوصف الذى أطلق على الكتاب.

الكتاب هو رواية (1984) لجورج أورويل، الكاتب المثير للجدل صاحب "مزرعة الحيوانات"، وهو هنا فى رواية 1984، يقرأ الواقع السياسى لأوروبا بعد الحرب العالمية الثانية فقد كتبت هذه الرواية 1949 وانتشرت وترجمت إلى 26 لغة، ومنعت فى عدد قليل من الدول الفاشية منها الاتحاد السوفيتى.

المعروف عن جورج أورويل أنه فى كتاباته يملك رؤية مستقبلية ويقرأ الأفكار السياسية بطريقة الإسقاط والرمز، لكنه يعتمد فى كل ذلك على الخيال، والرواية تناقش السلطوية والسيطرة والتحكم، وهى صورت بطريقة تنبؤية مجتمعا شموليا يخضع لدكتاتورية فئة، تحكم باسم "الأخ الكبير" الذى يمثل الحزب الحاكم، ويبنى سلطته على القمع والتعذيب وتزوير الوقائع والتاريخ، باسم الدفاع عن الوطن والبروليتاريا. حزب يحصى على الناس أنفاسهم ويحوّل العلاقات الإنسانية والحب والزواج والعمل والأسرة إلى علاقات مراقبة تجرد الناس من أى تفرد وتخضعهم جميعا لنظام واحد.
وتدور أحداث رواية 1984 فى (المستقبل)، لأن الرواية كتبت 1949، لكن أحداثها تكون فى لندن 1984، حول وينستن سميث فى وزارة "الحقيقة" لكنه مراقب دائما يراقبه رجال الشرطة ويراقبه جيرانه رغم أنه ليس مجرماً وليس ملاحقاً ولكن الرقابة نوع من السلوكيات اللاإرادية التى يقوم بها الجيران ضد جيرانهم لذلك يصبح سميث تحت عين أوبرين صديقه وعضو الحزب الذى يراقبه عن كثب.
يميل سمث إلى زميلته فى العمل جوليا التى ترتدى حزاماً قرمزياً الذى يرمز إلى عضويتها فى الاتحاد ضد الجنس الآخر والقاسم المشترك بينها وبين سميث هو كره الحزب الذى يمنعهما من الالتقاء أو الزواج ولكنهما يلتقيان سراً، وعندما يكتشف أمرهما يرسلان إلى وزارة الحب التى هى نوع من مراكز التأهيل للعودة إلى حياة الوحدة دون حب الآخر ويفصل سميث عن جوليا، بل يتعرض لتعذيب نفسى شديد وعبر صور مرعبة .

وقد أبدى عدد من المثقفين قلقهم من فكرة النظر للروايات والكتب على أساس أنها محرضة وأنها ضد النظام وتهاجمه.

أكد عبد المنعم رمضان، أنه عاصر وقت دراسته فى جامعة القاهرة هذا الأسلوب فكان يتم إلقاء القبض على زملائهم اليساريين بتهمة حيازتهم لمجلة الطليعة التى كانت تصدر عن الأهرام وهى أحد الصحف الحكومية، حتى أن المحامى تحدث عن أن المجلة تصدر عن الأهرام وهى مؤسسة تتحدث عن أيديولوجية النظام.

فيما قال الروائى والقاص سعيد الكفراوى، لماذ يتم إلقاء القبض على طالب يحمل مثل هذه الرواية وهى موجودة فى كل المكتبات، وما تحمله من معلومات تسىء لأى نظام سياسى، مؤكدا أنها وهى حالة خيالة عن سطوة الأخ الكبير فى حدود سلطته، وأظن أنها طالما مصرح بتواجدها فى المكتبات.

وقال الشاعر أحمد عبد المعطى حجازى، إن هذه الرواية تتحدث عن النظم الشمولية وعما يمكن أن يحدث للبشر من النظم الفاشية والدينية، مؤكدا أن المسألة تحتاج لتنبيه لأنهم يسئون للنظام والرئيس، قائلا "الرئيس الموجود من مؤسسة عسكرية ولكنه خلع البدلة العسكرية وترك الجيش واُنتخب فى انتخابات نزيهة ونحن ثورنا على النظام الاستبدادى".

وأضاف حجازى أن الأمر يدعو للاستغراب واستنكر ما حدث، مؤكدا أنه سيكون إساءة لمصر فى الداخل والخارج ويخسر الرئيس اكثر مما يضيف له، كما يسئ أيضا للداخلية بعدما انضبطت العلاقة بين الشعب والشرطة خاصة أن الكثير من الشعب أصبح يثق فيها ويقف معها يدا بيد.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة