عصام كرم الطوخى يكتب: لا تُحمل ذاتك فوق طاقتها

الأربعاء، 03 سبتمبر 2014 08:00 ص
عصام كرم الطوخى يكتب: لا تُحمل ذاتك فوق طاقتها شخص متفاؤل - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الراضون عن أنفسهم ليسوا من حققوا كل شىء فى حياتهم، ولكنهم المؤمنون بأن الأحلام والآمال والأهداف لا تتحقق مائة بالمائة، إنهم الواقعيون الذين يدركون قيمة المكان والزمان ومدى تأثيرهم على ما نسعى إليه، إنهم لا يحزنون الحزن المرضى فى حالة التعرض لابتلاء معين، أو خسارة فادحة، إنما يتقبلون الأمر بروح الواقع والإيمان بأنه ليس كل شىء لا يسير طبقا لما هو محدد ومخطط له وطبقا لتصوراتنا وتخيلاتنا, بل ما حدث لهم كان من صميم ورد فعل تفكيرهم، ومن المتوقع والطبيعى أن يصاب أى منا بشىء قد يعكر صفو حياتنا ولكنه لا يستمر فنحن قادرون على تغيير الواقع مادمنا ندرك قيمة اليقين والإيمان بالقضاء والقدر.

فقط قم بما هو مطلوب منك فى حدود إمكانياتك وقدراتك، مع الإيمان بأن النتيجة لا يتحكم فيها أحد، مهما كان الجهد المبذول، والتقديرات والحسابات المتوقعة، فليس شرطاً أن يصادفك النجاح فى كل مرة، ولكن المهم هو أنك راضٍ عن أدائك، وأنك قمت بواجبك على أكمل وجه، فلا تؤنب نفسك وتبحث عن شىء يكون مبررا لما حدث، مما يجعلك تفقد الثقة فى ذاتك وقدراتك بل وفى إيمانك بهدفك.

لا تحمل ذاتك فوق طاقتها، حتى لا توتر حياتك وتفسد على نفسك متعة ما حققته من نجاحات أخرى، فليس كل شىء يسير فى الحياة حرفياً وكما كما مخطط له، وقد يكون ما اعترضك من عائق، له من الحكمة التى قد تراها فيما بعد، وقد تتضح لك أمور عديدة، فتحمد الله على ما أصابك وقد يتحقق ما أخفقت فيه فى صور أخرى وبطريقة جديدة لو أنك ممن يستشعرون قيمة الابتلاءات فى حياتنا.

وهناك الكثيرون ممن يفكرون بطريقة التمنى لشىء معين وأنه لا محالة سوف يتحقق، فإذا لم يحدث ينقمون على الدنيا ويكرهون حياتهم ويصيبهم الحزن والقلق والتوتر والإحباط، بل قد يتوقفون عن السعى وراء أحلامهم.

كن واقعيا تجاه ما تحلم فمن حقك أن تحلم وتتمنى وتسعى إلى تحقيق هدفك، ولكن يجب أن تضع فى اعتبارك أشياء ومقاييس أخرى تحكم الواقع الذى تعيش فيه.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة