محمود حمدون يكتب: الأحلام وحدها لا تكفى

الجمعة، 13 مايو 2016 06:52 ص
محمود حمدون يكتب: الأحلام وحدها لا تكفى شخص حزين - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شاع عن جيلنا جميعا قوة البدايات وحب الانطلاقة السريعة، ثم بمرور الوقت تخبو جذوة الباعث وتضيع معالم الطريق ولذا تأتى دائما النهايات بعيدة كل البعد عن البدايات القوية.

صديقى هذا لم يكن أبدا استثناء من هذا المنهج الحياتى، فعرفنا عنه قديما أى منذ ثلاثين عاما ويزيد، حب الحياة ورغبته فى الإمساك بالنجوم فى السماء، خاصة وقد حباه الله بسطة فى الجسم ورغد من العيش سهّل له الحُلم وفتح له أبواب كل شىء. أو هكذا حسبنا أن مرور الزمن يعنى بلوغه النهايات السعيدة.

لكن، (تلك الأداة اللغوية التى تقطع سياق الحديث وتنعطف به فى زوايا غير مرغوب فيها، ) بدا أن ما بلغه صديقنا من نهايات لم يتطابق أبدا مع قدر الأحلام والقدرة على الانطلاق قديما.

كهلُ، دب المشيب فى رأسه وتغضن وجهه بشكل ملحوظ، وزادت مساحة الصلع برأسه كشاهد وإثبات وجود على آثار وسامة غابرة مضت إلى حال سبيلها.

فوجئت به يندفع إليّ، محتضنا ومسلّما سلامُ حار، مذكّرا إياى بذكريات سعيدة عشناها والشلّة سويا. وبعد أن فرغنا من شرب القهوة، سألته ماذا فعلت فى الثلاثين سنة الماضية؟ قال بسرعة لا شىء، فعلت ما فعلتم جميعا، اكتفيت بالحلم والانطلاق ثم تعثرت كثيرا جدا لدرجة لم أعد أتذكر البدايات.











مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة