قراءة فى مادة الثقافة الإسلامية ومناهج التعليم قبل الجامعى بالأزهر

الأربعاء، 01 نوفمبر 2017 06:00 ص
قراءة فى مادة الثقافة الإسلامية ومناهج التعليم قبل الجامعى بالأزهر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أعلن الأزهر فى مرات سابقة عن تطويره لمناهجه لتناسب متطلبات العصر ،فمنذ أربعة سنوات شكل الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب ،شيخ الأزهر الشريف ،لجنة سميت لجنة تطوير المناهج تكونت من 100 خبير فى كافة المجالات ،قامت بتنفيذ ما استقر عليه الرأي  في هيئة كبار العلماء،و المجلس الاعلى للأزهر ،ومجلس مجمع البحوث الاسلامية، بأن تبسط مناهج التعليم الابتدائي والإعدادي  وذلك بشرح المتون والعبارات التراثية بأسلوب مبسط معاصر يناسب قدرات  التلاميذ في هذه المرحلة ،أما في المرحلة الثانوية  فتدرج المتون ذاتها  مع شرح لها بأسلوب معاصر وبعد اكتمال خارطة المناهج التي ترتب عليها تخفيف كبير في عدد المواد  دون حذف لأي مادة  ، إذ ضمت فروع العلم الواحد في مادة واحدة ،كالنحو والصرف والخط  والإملاء في المرحلة الإعدادية في مادة واحدة هي اللغة العربية،أو فروع العلوم  ذات التخصص الواحد  كالحديث والتفسير والسيرة  والتوحيد لتكون مادة أصول  الدين،مع الحفاظ على المحتوى الضروري لهذه الفروع ،وحذف التكرار وما لا تمس الحاجة إليه أو غير المناسب للمرحلة العمرية للتلاميذ.

 

كتاب الثقافة الإسلامية

فى إطار تطوير وإصلاح التعليم فى التعليم قبل الجامعى استحدث الأزهر الشريف كتابا هاما للغاية وتم وضعه ضمن خطة الدراسة للصف الأول الثانوى ألا وهو كتاب مادة "الثقافة الإسلامية"والذى ضم موضوعات غاية فى الأهمية حول الجهاد والحاكمية وقواعد السير وحقوق الإنسان ،والتكفير والتفسير الصحيح لآيات القتال التى يستند إليها التكفيريون ويفسرونها خطأ .

الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب،شيخ الأزهر الشريف،وجه فى طليعة الكتاب كلمة للطلاب ، جاء فيها :لا يخفى عليكم أبنائنا الطلاب بالثانوية الأزهرية ما يمر به العالم فى الآونة الأخيرة من أزمات سياسية،وانحرافات فكرية ،واضطرابات أمنية؛نتجت عنها ممارسات خاطئة،وظواهر محزنة؛كالتكفير والإرهاب والعنف والقتل والتفجير والإلحاد، مما يهدد السلم العالمى، ويضرب استقرار كثير من المجتمعات الإنسانية فى مقتل، حتى أصبح العالم كله مهددا بالدخول فى دوامة الفوضى المدمرة والعنف الذى لا يبقى ولايذر.

وأضاف شيخ الأزهر فى كلمته للطلاب :ومن منطلق المسئولية الشرعية والوطنية والإنسانية الملقاة على عاتق الأزهر الشريف،وإيمانا منه بضرورة مواجهة الأفكار المنحرفة والمفاهيم الخاطئة مواجهة علمية؛رأت مشيخة الأزهر ضرورة تقرير تلك الأفكار المغلوطة،وضبط مفاهيمها،ثم مواجهتها بفلسفة الإسلام ورؤيته الصحيحة لهذه القضايا، وطرحت على بساط البحث فى هذا الكتاب القضايا التالية "أدب الحوار ،المفهوم الصحيح للهجرة،قضية التكفير،المفهوم الصحيح للجهاد،المفهوم الصحيح لمنصب الخلافة،حكم التدخين،والمخدرات ،المفهوم الصحيح لآيات الحاكمية فى القرآن".

 

و وجه شيخ الأزهر مجموعة من الوصايا للطلاب فى نهاية الكتاب منها :ما تشوهت الأديان إلا بالغلو فيها،وماصمدت إلا بالقصد والاعتدال،وخير الأمور الوسط،والمتطرف والإرهابى أسرع الناس مروقا من الدين،وسيلعم الساعون فى هدم الأوطان حين تلعنهم صحائف التاريخ،أنهم كانوا فى ضلال مبين،فسوف يذهبون وتبقى الأوطان،ومفجر نفسه فى ديار الإسلام منتحر،فإن أوقع ضحايا فهو قاتل للناس عمدا،وإن أتى بألف دليل وتأويل،والإسلام ينشر بالحكمة والموعظة الحسنة،وليس بالأحزمة الناسفة والمتفجراتز

 

الدكتور عباس شومان ،وكيل الأزهر الشريف،أكد فى تصريحات خاصة ،أن تلك المناهج سيعاد النظر فيها كل ثلاث أعوام وأنه مضى على تطويرها عامين ومن العام القادم سيتم إعادة النظر فيها لإدخال المستجدَّات فيها، واستبعاد ما لا حاجةَ للمجتمع فيه،لافتا إلى أن المرحلة القادمة ستتضمن مناهج التعليم الجامعى.

قراءة فى مناهج المرحلة الإعدادية والثانوية

وجهت اتهامات مؤخرا إلى التعليم الأزهرى أن به ما يحرض ويحمل فكرا متشددا تجاه أصحاب الديانات الأخرى ، أجرينا قراءة فى مناهج مراحل التعليم قبل الجامعى ،فبالقراءة فى كتاب أصول الدين والذى يدرس للصف الأول الإعدادى ،نجد فى مقدمة الكتاب كلمة للجنة التطوير جاء فيها:فإنه يسر لجنة إعداد وتطوير المناهج بالأزهر الشريف أن تقدم لأبنائها الطلاب كتاب أصول الدين للصف الأول الإعدادى،الذى يضم موضوعات فى "أحكام العقيدة الإسلامية".ويضم أيضا تفسير آيات من القرآن الكريم تحث على حسن المعاملة والأخلاق،كما تبين علاقة المودة بين المسلمين وغيرهم ممن لم يعتدوا على مقدسات المسلمين وحقوقهم.

تتضمن كتاب أصول الدين للصف الأول الإعدادى العديد من الموضوعات الهامة التى تدعو للتسامح والتعايش السلمى مع الآخرين ،فمن تلك الموضوعات :التيسير والتبشير،السماحة فى المعاملة،التراحم بين الناس،من أخلاق المسلم،براءة النبى صلى الله عليه وسلم من أهل الغدر والخيانة،المساواة بين الناس فى الخلق ،علاقة المسلمين بغير المسلمين .

 

علاقة المسلمين بغير المسلمين

فى الصفحة رقم 88 فى وحدة التفسير بمادة أصول الدين للصف الأول الإعدادى درس بعنوان "علاقة المسلمين بغير المسلمين ،يبدأ الدرس بآيتين وهما : لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين ، إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون".

 

وجاء فى تفسير الآيتين :يخبر الله تعالى فى هاتين الآيتين أنه لا يمنعكم أيها المؤمنون من البر و الإحسان وفعل الخير للمسالمين من غير المسلمين،بل يأمركم ان تحسنوا معاملتهم وتكرموهم،وتحكموا بينهم بالعدل،وتعاملوهم بمثل معاملتهم لكم ،"إن الله يحب المقسطين"،أى العادلين فى أقوالهم وأفعالهم وأحكامهم،الذين ينصفون الناس،ويحسنون إلى من أحسن إليهم.

 

فمن الدروس المستفادة من ذلك الدرس هو ان غير المسلمين الذين لا يحاربون المسلمين:يجوز برهم والإحسان إليهم،والحكم بينهم وبين غيرهم بالعدل،كما أن الله يأمر بالعدل مع جميع الناس ،بغض النظر عن دينهم،وألوانهم وثقافاتهم.

تأمين غير المسلم

وفيما يخص مادة أصول الدين للصف الثانى الإعدادى وجدنا فى الصفحة 125 درسا فى قسم الحديث بعنوان "تأمين غير المسلم"،حيث شرح الدرس حديث عن أم هانئ بنت أبى طالب رضى الله عنها قالت:ذهبت إلى رسول الله ،فوجدته يغتسل وفاطمة ابنته تستره،قالت:فسلمت عليه،فقال :"من هذه"،فقلت:أنا أم هانئ بنت أبى طالب فقال:مرحبا بأم هانئ"،فلما فرغ من غسله ،قام فصلة ثمانى ركعات ملتحفا فى ثوب واحد،فلما انصرف،قلت:يا رسول الله،زعم ابن أمى أنه قاتل رجلا قد أجرته،فلان ابن هبيرة،فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم"قد أجرنا من أجرت يا أم هانئ"قالت أم هانئ:وذاك ضحى.

 

 يحث الدرس على أن الإسلام يحترم العهود،ويصون المواثيق،ويلزم الجماعة بما قطعه الفرد على نفسه دون النظر إلى من أعطى العهد على نفسه ،وعليه فإذا أعطى رجل أو امرأة من المسلمين الأمان لأحد من غير المسلمين،أو لجماعة فلا يجوز قتلهم،وهذا من محاسن الشريعة الغراء التى تحفظ الأرواح وتصون الدماء فقد أمنت أم هانئ رجلا كافرا وأقرها رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك.

 

مجادلة أهل الكتاب

فى الصفحة 85 من كتاب أصول الدين المقرر على الصف الثالث الاعدادى موضوعا بقسم التفسير بعنوان"مجادلة أهل الكتاب"،يتضمن تفسير قول الله تعالى : ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون.

وجاء فى تفسير الآية أنها دعوة للمؤمنين إلى استعمال الطريقة الحسنى فى مجادلتهم لأهل الكتاب فمعنى ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتى هى احسن ،أى ولا تحاوروا ،ولا تناقشوا أيها المؤمنون اليهود والنصارى إلا بالطريقة الحسنة،بأن ترشدوهم إلى طريق الحق بأسلوب لين كريم،ومن نماذج مجادلة أهل الكتاب قال أبو هريرة رضى الله عنه ،كان أهل الكتاب يقرأون التوراة بالعبرانية ويفسرونها بالعربية لأهل الإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم "وقولوا ءامنا بالذى أنزل إلينا وأنزل إليكم".

وقد خص أهل الكتاب بالذكر دون سواهم فى الأمر بجدالهم بالحسنى لأن بينهم وبين المسلمين قدرا مشتركا من الإيمان بالله تعالى فهم أهل دون غيرهم لقبول الحجة والإقناع بالبرهان.

 

النهى عن ترويع الآمنين

ففى الصفحة 114 من كتاب أصول الدين للصف الثالث الإعدادى درس بعنوان "النهى عن ترويع الآمنين "،ذكر فيه حديث مع الشرح وهو عن أبى هريرة رضى الله عنه "من أشار إلى أخيه بحديدة،فإن الملائكة تلعنه،حتى يدعه وإن كان أخاه لابيه وأمه".

ففى معنى الحديث أظهر الأدب ما يبين عظمة الإسلام،فيحذر رسول الله صلى الله عليه وسلم ،المسلم من ترويع الآمنين وإخافة الناس بحمل وإشهار السلاح فى وجوههم،ولو كان على سبيل المزاح والهزل،وأن الفعل يجلب اللعن والطرد من رحمة الله تعالى إذا كانت إشارته تهديدا سواء كان جاداً أم لاعبا؛لإدخاله الخوف فى نفوس الناس،ولما يخشى من الغفلة عند الإشارة بالسلاح فيصيب أخاه بغير قصد.

 

رعاية حقوق غير المسلمين

فى الصفحة 131 من كتاب أصول الدين للصف الثالث الاعدادى خصص درس فى قسم الحديث بعنوان "رعاية حقوق غير المسلمين"، وذكر به حديث عن عبدالله بن عمرو رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال:من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة،وإن ريحتها توجد من مسيرة أربعين عاما".

وفى شرح الحديث حذر النبى صلى الله عليه وسلم من قتل المعاهد وهو من كان له مع المسلمين عهد شرعى،سواء كان بعقد أمان،أو هدنة من سلطان أو حاكم،أو أمان من مسلم أو مسلمة ،ويبين الحديث عقوبة من قتل معاهدا جزاؤه أن لا يشم رائحة الجنة،حيث يرشد الحديث إلى بيان تحريم قتل المعاهد.









الموضوعات المتعلقة


مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة