جماعات المرتزقة.. الوجه السيئ للصراعات والحروب.. فاجنر الروسية تلعب دورا بارزا فى أوكرانيا فى مواجهة "موزارت الأمريكية".. بلاك ووتر الأشهر بعد مآسى العراق.. والعقيد البريطانى "هوارى" وكارلوس الثعلب أشهر الأفراد

الأحد، 19 فبراير 2023 03:00 ص
جماعات المرتزقة.. الوجه السيئ للصراعات والحروب.. فاجنر الروسية تلعب دورا بارزا فى أوكرانيا فى مواجهة "موزارت الأمريكية".. بلاك ووتر الأشهر بعد مآسى العراق.. والعقيد البريطانى "هوارى" وكارلوس الثعلب أشهر الأفراد مرتزقة
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

رغم أن الحروب تحمل مآسى كثيرة ما بين قصص فقد ورحيل وتشتت ودمار، لكن هناك فئات تزدهر خلال تلك الصراعات الدموية وتجد فرصتها فى الظهور بقوة وجنى الأموال.

 

من بين تلك الفئات المرتزقة أو ما يطلق عليه أحيانا بجماعات المتعاقدين الخاصة، والتى لعبت أدوارا رئيسية فى بعض الحروب، وأحيانا كانت حاسمة.

 

ومع اقتراب الحرب فى أوكرانيا من إتمام عامها الأول، لا تزال بعض هذه الجماعات تلعب دورا فى دورا فى الصراع بين الطرفين، وكان الأبرز بينها مجموعة فاجنر الروسية، وجماعة موزارت الأمريكية.

 

أما عن جماعة فاجنر الروسية، فقد برز اسمها بقوة فى الأسابيع الأخيرة بسبب دورها القوى مع معارك دونيتسك، والذى ساعد القوات الروسية على تحقيق مكاسب. وقد دفع هذا الولايات المتحدة إلى الإعلان فى يناير الماضى عن تصنيف فاجنر بأنها منظمة إجرامية دولية.

 

وتأسست جماعة فاجنر على يد يفجينى بريجوزين، الملقب بـ "طباخ بوتين" بسبب امتلاكه لشركة تموين لديها تعاقدات مع الحكومة الروسية، وهو أحد المقربين من الرئيس الروسى فلاديمير بوتى، ولم يكن معروفا بشكل كبير عندما كانت قوات فاجنر منتشرة نيابة عن الكرملين فى مناطق متفرقة حول العالم.

 

تقول صحيفة نيويورك تايمز أن فاجنر ظهرت لأول مرة عام 2014، خلال ضم روسيا لشبه جزيرة القرم، وتقول الحكومة الأمريكية أن المنظمة ممولة من بريجوزين، واكتسبت المنظمة اسمها من لقب زعيمها ديمترى يوتكين، الضابط العسكرى الروسى المتقاعد، وأوتكين من قدامى المحاربين فى حروب الشيشان، وضابط سابق فى القوات الخاصة وكذلك فى المخابرات العسكرية الروسية، وقيل أن يوتكين اختار اسم فاجتر على اسم الملحن الألمانى الشهير والذى كان المفضل لدى هتلر. ورغم إنكار الكرملين أى علاقات مع فاجنر، فقد تم تصوير أوتكين بجانب بوتين.

 

وعلى الجانب الآخر، هناك جماعة موزارت الأمريكية التى أسسها عقيد سابق بمشاة البحرية "المارينز"، والتى تساند أوكرانيا فى الحرب.

 

اختارت جماعة موزارت اسمها، الذى يرجع إلى الموسيقى النمساوى الشهير، الذى كان منافسا للموسيقى الألمانى فاجنر، والذى اتخذته الجماعة العسكرية الروسيا الخاصة اسما لها.

 

 شاركت موزارت منذ مارس الماضى فى تدريب الجنود الأوكرانيين على القتال، لكن فى الآونة الأخيرة ظهرت الانقسامات داخل الجماعة، الأمر الذى انتهى بوقف أنشطتها. حيث أعلن العقيد البحرى المتقاعد أندرو ميلبورن على تويتر يوم الثلاثاء الماضى وقف نشاط موزات بعد أن أصبحت موضع تقاضى وصرف الانتباه عن مهمتها الأساسية وهى تدريب الجنود الأوكرانيين وإنقاذ المدنيين. لكن ميلبورن قال أن المهمة والأفراد مستمرون.

 

وقبل فاجنر وموزارت، برز اسم شركة بلاك ووتر الذى كانت تعد أكبر مرتزقة فى العراق لسنوات أثناء الحرب الأمريكية هناك.

 

تأسست بلاك ووتر فى عام 1997 من قبل ضابط البحرية الأمريكى السابق إريك دين برنس وفق القوانين الأمريكية التى تسمح بمصانع وشركات عسكرية خاصة، عرفت سابقا باسم بلاك ووتر، ثم أعيدت تسميتها إكس آى للخدمات عام 2009، وتعرف حاليا باسم "أكاديمي" منذ عام 2011 وتمتلك أكبر موقع خاص للرماية فى الولايات المتحدة يمتد على مساحة 24 كيلو مترا فى ولاية كارولاينا الشمالية.

 

وتعمل الشركة فى جميع أنحاء العالم، وتقدم خدماتها الأمنية من تدريب وعمليات خاصة إلى الحكومة الأمريكية والأفراد على أساس تعاقدى، حيث قدمت خدماتها إلى وكالة الاستخبارات المركزية منذ عام 2003، بما فى ذلك عقد بمبلغ 250 مليون دولار عام 2010 كما تلقت الشركة عام 2013 عقدا بقيمة 150 مليون دولار تقريبا لحراسة أمن وزارة الخارجية الأمريكية.

 

 وتملك الشركة قاعدة بيانات لنحو 21 ألف جندى سابق من القوات الخاصة تستطيع الاعتماد على خدماتهم، ولديها تجهيزات تسليح متطورة لا تقل عما تمتلكه الجيوش النظامية.

 

أصبحت بلاك ووتر سيئة السمعة بعد عدد من الحوادث البارزة، بما فى ذلك مقتل 14 مدنيًا عراقيًا برصاص مقاوليها فى بغداد عام 2007، مما أدى إلى غضب العراقيين وتوتر العلاقات بين العراق والولايات المتحدة. وفى عام 2014 تم محاكمة أربعة من عناصر بلاك ووتر فى المحكمة الاتحادية الأمريكية، وأدين واحد من الموظفين بتهمة القتل المتعمد، وأدين الثلاثة الآخرون بتهمة القتل غير المتعمد باستخدام أسلحة نارية.

 

 وقد تعرضت الشركة لانتقادات واسعة، بعد نشر كتاب "بلاك ووتر ـ أخطر منظمة سرية فى العالم" للكاتب السياسى الأمريكى جيريمى سكاهيل، الذى ذكر عدة معلومات موثقة ضد الشركة، أبرزها دعمها للجيش الأمريكى بالعراق، مقابل خضوع جنودها للحصانة من الملاحقات القضائية.

 

وبعيدا عن الشركات والجماعات، برز أسم أفراد أصبحوا من أشهر المرتزقة، من بين هؤلاء العقيد البريطانى السابق توماس مايكل "ماد مايك" هوارى، الذى اشتهر بعملياته الواسعة فى إفريقيا، ومنها محاولة الانقلاب العسكرى التى حاول القيام بها فى سيشل، خلال فترة الثمانينيات من القرن الماضى، ولكنها باءت بالفشل.

 

أصبح هوارى مشهورا أثناء قيادته وحدة من قوات المرتزقة لقمع انتفاضة الكونغو خلال ستينات القرن الماضى، لكن تعرضت سمعته للتشويه عندما سجن بسبب اختطافه طائرة عقب محاولة انقلابية هزلية فى سيشيل عام 1981.

 

وخدم هوارى، الذى ولد فى مدينة كالكوتا الهندية أثناء خضوعها لاحتلال بريطانيا، فى الحرب العالمية الثانية ولاحقا شارك فى عمليات عسكرية فى ميانمار، واستقر هوارى فى جنوب أفريقيا، البلد الذى طوّر فيه مسيرته كمرتزق، وفى فترة ستينيات القرن الماضى، وبدأ حياته المهنية فى صفوف المرتزقة عام 1961، عندما قاد وحدة من القوات للتصدى لتمرد الحركة الانفصالية بإقليم كاتانجا فى الكونغو الديمقراطية، وهو الصراع الذى ذاع صيته عالميا وأعطاه شهرة كبيرة هو وشركته "وايلد جيس" أو "اللأوز البرى".

 

كارلوس الثعلب - ابن أوى

يعتبره البعض، تحديدا فى الغرب، إرهابيا، بينما يراه البعض الآخر ثوريا، لكنه فى النهاية أحد أشهر المرتزقة فى العالم. هو إيليتش راميريز سانشيز، الشهير باسم كارلوس، والذى كانت حياته مليئة بالإثارة حتى أنها تحولت إلى فيلم أنتجته هوليود.

 

شارك كارلوس، الذى عرف بعدة أسماء منها كارلوس الثعلب أو ابن أوى، فى الدفاع عن عدد من القضايا حول العالم، رغم أنه فنزويلى الأصل. وارتبط بالحركة الشيوعية فى بداية حياته، وخلال دراسته فى موسكو التقى بممثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جورج حيش الذى دعاه إلى المشاركة فى تدريبات عسكرية فى الأردن. وعمل مع الجبهة الشعبية من عام 1971 حتى 1976. ومن اشهر العمليات التى نفذها احتجاز 11 من وزراء نفط دول منظمة أوبك فى العاصمة النمساوية فيينا. وانتقل إلى سورا عام 1983 وبعد 10 سنوات انتقل إلى السودان، حيث تم اعتقاله فيما بعد وترحيله إلى فرنسا حيث حكم عليه بالسجن المؤبد لضلوعه فى قتل فرنسيين.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة