قد لا يدرك الكثير من الآباء أهمية معرفة التطور اللغوى لدى أبنائهم وخاصة في الشهور الأولى، فكلما كان الكشف مبكرا كانت الاستجابة أسرع لتعويض التأخر اللغوى الذى يمكن ان يتسبب فيما يسمى بصعوبات التعلم .
ومن جانبها أكدت الدكتورة شيرين ناصراستشارى أمراض التخاطب جامعة عين شمس على ضرورة الكشف المبكر عن حالات تأخر الكلام عند الأطفال وخاصة في الشهور الأولى، وأضافت في تصريحات خاصة لـ " اليوم السابع" أن التأخر اللغوى يعنى وجود عدم اتفاق بين العمر اللغوى وفقا لجداول تطور اللغة والعمر الزمنى للطفل بسبب عضوى مثل ضعف السمع او وجود إصابات دماغية او ما يعرف بطيف التوحد، وهناك أطفال لا يوجد عندهم أى سبب عضوى ، ويطلق على هذه الحالة تأخر اللغة غير محدد السبب .
ونبهت الدكتورة شيرين إلى ضرورة ملاحظة الطفل في الشهور الأولى ومقارنة سلوكه بجدول التطور اللغوى، حيث يجب أن يستجيب الطفل في الـ 6 أشهر الأولى لمصدر الأصوات، وفى سن الـ 8 شهور تبدأ مرحلة "المناغاة" بالاصوات الأمامية ، وعند بداية العام يشير بإصبعه ويقول كلمة ، وعند سنة ونصف تكن حصيلته اللغوية من 30 الى 50 كلمة مفردة وعند سنتين يكون جملة من كلمتين، ومن سنتين ونصف ل 3 سنوات يكون جملة من 3 كلمات ، ومن 4 إلى 5 سنوات يبدأ في إجراء حوار ووصف صورة وتزداد الحصيلة اللغوية بمرور الوقت، وفى حال عدم تطابق لهذا الجدول يتم اللجوء للطبيب المختص للكشف المبكر عن اسباب التأخر في التطور اللغوى وعمل خطة علاجية تتناسب وحالة الطفل، وفى حالة التأخر عن الكشف والتشخيص المبكر تحدث فجوة تتعدى 2 الى 3 سنوات عن الطفل العادى الأمر الذى يتسبب في أخذ وقت أطول في جلسات التخاطب ويمكن ان يؤدى لمشاكل صعوبات التعلم .
وأفادت الدكتورة شيرين انه بعد الكشف المبكر يتم عمل تشخيص لحالة الطفل بواسطة اجراء اختبارات تقييم لغة ومهارات ومقاييس نفسية ومقاييس للتوحد وفرط الحركة واختبار سمع وتحديد الأسباب الرئيسية وراء هذا التأخر، وعمل خطة علاجية مناسبة لحالة الطفل من خلال جلسات التخاطب وتنمية المهارات وتعديل السلوك وإعطاء مجموعة من الارشادات العملية التي يجب على الام والأب ومدرسى الحضانة والمدرسة تنفيذها مع الأطفال لضمان سرعة الاستجابة ، والصبر على النتائج المرجوة لان تاثير جلسات التخاطب تراكمى ويقوم الطفل بتخزين المهارات المكتسبة لمدة كبيرة في المراحل الأولى للعلاج .
